لقاء في ظلام الليل

اقبل الليل ؛ فتواري في ظلامة كل شئ ؛ بدت البيوت كانها قطع
داكنة ؛ صمت رهيب ؛ فقد اوى الناس الى مضاجعهم ؛ وراحوا في
نوم عميق ؛ وفجاة 000 شق سكون الليل صوت صرير ؛ انة صوت
باب قديم ؛ انفتح ببطء شديد ؛ وخرج منة رجل تحت جنح الظلام ؛
مضي خائفا يتلفت ؛ رغم انة سيد من اسياد قومة ؛ لم يكن خوفة
من عدو يبطش بة ؛ ولا من غادر يباغتة بضربة سيف ؛ ولكنة يخشي
ان يعرف احد ؛ الى اين يذهب !000000000000
سار في حذر ؛ حتى وصل الي بيت من بيوت مكة ؛ اقترب منة 000 جلس الى جوارة صامتا ؛ يكاد يكتم انفاسة كى لا يشعر بة احد من قومة فيشيع امرة بين الناس0
لم يمض سوى وقت يسير حتى انفتح باب ثان وخرج منة رجل اخر ؛ مضي قاصدا
ذلك البيت نفسة ؛ اتخذ مكانا بجوارة وهو لا يعرف ان احدا سبقة الية ؛ فقد جاء للغاية نفسها ؛وما هى الا لحظات حتى اقبل رجل ثالث ؛ يتلمس طريقة في الظلام ؛ قاصدا ذلك البيت ؛ اتخذ مكانا بجوارة 0 من صاحب هذا البيت ؟ وما هى الغاية التى جمعتهم على غير موعد ؟0
كان هؤلاء الرجال ثلاثة من زعماء المشركين وسادتهم في مكة ؛ انهم : ابو سفيان ابن حرب ؛ وابو جهل بن هشام ؛ والثالث : الاخنس بن شريق الثقفي ؛ اما البيت الذي
اجتمعوا حولة كان بيت رسول اللة ؛ كان النبي يصلي في جوف الليل يقرا القران الكريم ؛ فيسري صوتة في الليل عذبا يهز السامعين ؛ ويحرك قلوب الغافلين ؛
حتى هؤلاء الكفار الثلاثة جاءوا كى يستمعوا الى تلاوتة ؛ فعل كل منهم ذلك سرا
وكانها جريمة ؛ يخشي ان يضيط متلبسا بها !0
ظل كل منهم يستمع الى القران ؛ وهو لا يدرى كم مر علية من الوقت ؛ حتى فاجاهم
مطلع الفجر ؛ فنهض كل منهم كى يعود الى بيتة ؛ وكان لسان حالة يقول لنفسة : ليس هناك من شاف ولا من درى0
جمعهم الطريق اثناء عودتهم ؛ التقوا في مكان واحد ؛ لم يستطع احدهم انكار ما فعل
لام بعضهم بعضا على ما حدث ؛ قالوا : لا نعود لهذا مرة اخرى فلو رانا بعض سفهائنا
؛ لتاثروا بذلك ؛ وفكروا في الامر ؛ وربما اتبعوا محمدا ؛ ثم انصرف كل منهم عائدا الى
دارة0
اقبل ليل اليوم التالى ؛ ساد الظلام ؛ وعم السكون ؛ شعر كل منهم بالشوق لسماع
رسول اللة وهو يقرا القران في صلاتة ؛ وتحركرت في نفسة الرغبة في السعى الى
بيتة ؛ ولكنهم تذكروا انهم اتفقوا على الا يعودوا مرة اخرى 0
استمر الصراع في انفسهم فلم يستطع احدهم مقاومة تلك الرغبة ؛ فتسلل كل منهم
في الظلام ؛ حتى وصل الى بيت رسول اللة؛ واتخذ مجلسة هناك ؛جلس يسمع القران
وهو يظن انة وحدة الذى خالف ما اتفقوا علية0
مرت ساعات الليل ؛وفاجاهم مطلع الفجر ؛ ونهض كل منهم عائدا الى بيتة ؛ فجمعهم
الطريق مرة ثانية ؛ التقوا في مكان واحد؛ وكانت المفاجاة للمرة الثانية ؛ فتبادلوا اللوم
واتفقوا الا يعودوا الى ذلك مرة اخري0
فلما اقبلت الليلة الثالثة ؛ شعر كل منهم وكان شيئا يدفعة دفعا ليتخذ مكانة عند بيت
رسول اللة كى يسمع القران فلم يستطع مقاومة تلك الرغبة ؛ فاسرع كل منهم واتخذ
مكانة هناك حتى فاجاهم فجر يوم جديد ؛ فعادوا مسرعين ؛ وجمعهم الطريق للمرة
الثالثة فارادوا اي يحسموا الامر فيما بينهم ؛ قالوا : لن نغادر مكاننا هذا حتى نتعاهد
على الا نعود مرة اخرى ؛ فتعاهدوا ثم تفرقوا عائدين الى منازلهم 0
نام كل منهم حتى ملات الشمس المكان نورا فلما استيقظ الاخنس من نومة اخذ عصاة
ثم خرج قاصدا ابا سفيان في بيتة فلما دخل علية قال لة : ما رايك يا ابا حنظلة فيما
سمعت من محمد ؟000 فكر ابو سفيان قليلا ثم قال : واللة يا ابا ثعلبة لقد سمعت
اشياء اعرفها واعرف ما يراد بها 00 وسمعت اشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها ؛
قال الاخنس : وانا واللة مثلك ؛ وقيل انة قال : ارى انة الحق 0 ثم تركة ومضي مغادرا
دارة 0
شعر الاخنس ان ابا سفيان لم يضف جديدا لة فاسرع الى ابو جهل في دارة فلما دخل
علية قال لة : يا ابا الحكم مارايك فيما سمعت من محمد ؟ 00 كان ابو جهل صريحا في
جوابة قال ما في نفسة من غير لف ولا دوران0
فلان قلب الاخنس ودخل هو وابو سفيان بن حرب في الاسلام وامنوا باللة ورسولة
اسلم ابو سفيان عام فتح مكة كان اسن ( اى اكبر سنا ) من الرسول بعشر سنوات
؛ تزوج الرسول من ابنتة ام حبيبة قبل اسلام ابى سفيان ؛ حيث انها اسلمت وهاجرت
مع زوجها الى الحبشة ولكن زوجها ارتد عن الاسلام ثم مات هناك فبعث الرسول الى
النجاشى ملك الحبشة فتزوجها النبي وغادرت الحبشة الى المدينة 0
عاش ابو سفيان ثلاثا وتسعين سنة ومات في خلافة امير المؤمنين عثمان بن عفان0
اما الاخنس فقد اسلم وكان من المؤلفة وقاتل مع الرسول في غزوة حنين ومات في
اول خلافة امير المؤمنين عمر بن الخطاب

يسلموووووو وجزاك الله كل خير
والى المام دائمااا
تقبل مرووري

جزالك الله كل خير لما منحتنا اياه

شكرا لك ولقلمك الذى سطر هنا اعظم الكلمات

تقبل مرورى

شكرا ليك ادم على موضوعك الجميل دة
واهتمامك بالتذكير الثقافي الاسلامى ومحاولتك لنشرة
000 0 ميــــــــــــــــــــــــــــــا 000 0